
تعمل الشركات في السنوات الاخيرة في بيئة عمل تتسم بالمخاطر العالية والتقلبات السريعة مثل انخفاض الطلب على المنتجات والخدمات مع زيادة المنافسة بين الشركات الدولية والمحلية ما يعرض الشركة لخسارة حصتها السوقية لحساب المنافسين وكذلك فإن التحولات التكنولوجية السريعة ودخول الذكاء الاصطناعي في العمليات الادارية والمالية والتشغيلية يمثل تهديدا كبيرا للشركات التي لا تتكيف مع هذه التحولات.
كذلك فإن اضطرابات سلاسل الامداد العالمية ونقص المواد الخام او ارتفاع اسعارها واحدة من المخاطر ذات التأثير الكبير على الشركة واعمالها.
هذه الامثلة التي ذكرتها وغيرها جعلت الشركات في وضع اصعب من ذي قبل وبرهنت على ان التخطيط والتنبوء بالمتغيرات المستقبلية واحدة من ضرورات العمل
والتخطيط الاستراتيجي عملية جوهرية لا غنى عنها لتحديد اتجاه الشركة ومسارها ورصد المخاطر والمتغيرات ووضع الحلول التي تساعد الشركة على تجنيب هذه المخاطر قدر الامكان.
والخطة الاستراتيجية التي هى نتاج عملية التخطيط الاستراتيجي تعني دراسة وتحديد رؤية الشركة ورسالتها وتحليل بيئة عملها لرصد الفرص والتهديدات ووضع الأهداف طويلة المد وقصيرة المدى.
تساعد الخطة الاستراتيجية الشركة في الانتقال من حالة الفوضى والعشوائية والقرارات الوقتية الى منظومة عمل تقوم على الرؤية والتحليل ودراسة المخاطر والمتغيرات.
من خلال الخطة الاستراتيجية تستطيع الشركة التركيز على اولويات العمل واتخاذ القرارات الصحيحة المبنية على معلومات ومؤشرات حقيقية. وتتمكن من التعرف على مستويات الاداء للموظفين بدقة وبالتالي تضع برامج التدريب لعلاج الخلل في الاداء الوظيفي وتضع كذلك برامج التحفيز المناسبة .
وتساعد الشركة في جذب استثمارات جديدة لأن المستثمر يبحث عن شركات قائمة على الانظمة الداخلية الفعالة وعلى التخطيط والتحليل والمؤشرات الحقيقية.
ومن خلال الخطة الاستراتيجية تتمكن الشركة من تحقيق الكفاءة في استخدام الموارد المالية والبشرية وتقليل الهدر في الموارد وفي اوقات العمل وجداول المشاريع ما ينعكس ايجاباً على تخفيض تكاليف الانتاج وزيادة الربحية وتعزيز فرص الدخول الى اسواق جديدة من خلال تحسين الميزة التنافسية.
من اهم المشكلات التي تعالجها الخطة الاستراتيجية مشكلة غياب الرؤية المشتركة بين الادارات وتحويل الشركة من ادارات تعمل في جزر منفصلة الى جسم تنظيمي متصل ومتفاعل وقادر على توجيه القدرات والموارد في اتجاه تحقيق هدف الشركة مباشرة.
ايضاً تساعد الخطة الاستراتيجية الشركات في تقليل الصراعات الداخلية وتحديد المسئوليات بدقة ووضع نظام للمراقبة والمسائلة وتمنع تداخل الادوار.
لذلك فإن العمل بدون الخطة الاستراتيجية ليس مجرد نقص في وثيقة إدارية، بل هو أحد أخطر المخاطر التي تهدد بقاء الشركة واستمراريتها .