
دافعية الموظفين للعمل هي القوة الداخلية في كل موظف التي تحفزه على بذل الجهود وتنفيذ مهام العمل بالجودة والتوقيات المناسبة وتحركه لوضع اهدافه المهنية والتنظيمية والعمل على تحقيقها. والدافعية هي الفارق الاساسي بين موظف يحضر الى العمل بجسده في اوقات الحضور والانصراف وبين موظف يحضر بجسده وعقله ويسخر قدراته الكاملة في خدمة عمله. ويمكن ملاحظة الدافعية من خلال سلوكيات وتصرفات ملموسة في بيئة العمل فالدافعية الى العمل تجعل الموظف متحمس للحضور الى العمل في الوقت المحدد لا يختلق الاعذار للتأخير او التغيب ويعمل بتركيز واخلاص حتى الدقيقة الاخيرة من وقت العمل. يفكر دايما في تحسين جودة العمل ويقدم اقتراحات التطوير دون ان يطلب منه.
الدافعية تجعل الموظف متعاون وداعم للعمل الجماعي يتمتع بروح الفريق يساعد زملاءه دون ان يطلب منه ذلك ويعبر عن رأيه بثقة تامة واذا اخطا لا يلقي اللوم على الاخرين بل يتحمل المسئولية دون خوف او توقع ردود سلبية من الادارة. وتحول الدافعية الموظف الى موظف دائم التعلم يهتم بتحدث مهاراته ويتعلم الممارسات الجديدة دائما ويهتم بالتغذية الراجعة وتقييمات الاداء التي تكشف نقاط الضعف في الاداء ويتعامل معها بايجابية
كيف تتولد الدافعية لدى الموظفين :
والدافعية في العمل تولد في بيئة العمل الايجابية المحفزة التي تدعم الموظف في تحقيق اهدافه في الابداع والترقي وتحتاج الدافعية الى قيادة داعمة تدير بروج ايجابية وتجعل من العمل فرصة حقيقية للانجاز والتعلم وتحتاج الدافعية ايضا الى انظمة عادلة للتقييم تقدم التحفيز المناسب وترصد نقاط الضعف في الاداء وتضع الحلول التي تساعد الموظفين في التغلب عليها والدافعية ايضا تحتاج الى وضوح في الادوار والمسئوليات وان يكون كل فرد في الشركة يعلم بالتحديد ما هو دوره وما هي حدود المسئولية التي يجب القيام بها
الا ان الممارسة العملية في شركاتنا العربية تتجه غالباً الى القاء اللوم على الموظفين انفسهم اذا انخفضت دافعيتهم وفي احسن الحالات قد يتم تقديم برامج تدريبية لرفع مستوى الاداء ومعالجة الخلل.
وهذه النظرة للاسف نظرة قاصرة تتغافل عن اسباب خارجية كثيرة تؤدي الى انخفاض دافعية الموظف للانجاز يمكننا الاشارة اليها باختصار في النقاط التالية :
- عدم وضوع الادوار والمسئوليات: فالموظف الذي لا يعلم تحديدا ما هو دوره في الشركة وما هي حدود هذا الدور او الموظف الذي تتغير مهامه بشكل يومي يفقد الثقة في الشركة ويشعر بعدم الامان وبالتالي يفقد الدافعية للعمل
- القيادة غير المحفزة او غير العادلة : يحتاج الموظفي دائما الى التحفيز والتشجيع من المدير لان هذا يشعره بالامان وبأن عمله غير مهمل من قبل الادارة. وانشغال الادارة او عدم قيامها بهذا الدور او القيام به بصورة غير عادلة يؤدي الى فقد الثقة وشعور الموظف بالتهديد وبالتالي يفقد قدرته على الانجاز.
- غياب الفرص للترقي الوظيفي واكتساب خبرات جديدة: اذا شعر الموظف ان المستقبل في هذه الشركة لن يضيف له خبرات ومهارات جديدة وان فرص الترقي لمنصب اعلى غير متوفرة سيفقد طموحه للعمل فلا بد من وجود مسار وظيفي واضح يسمح للموظفين بالترقي وفقاً لمعايير مهنية سليمة تحقق العدالة للجميع.
- بيئة العمل المتوترة والتي تعزز السلبية: بيئة العمل السامة او السلبية واحدة من اهم الاسباب التي تقتل الدافعية وتؤدي الى ما يسمى الاحتراق الوظيفي وتحسين جودة بيئة العمل مرتبط اساساً بتطوير التنظيم الداخلي للشركة.
المؤشرات التي تدل على ان انخفاض الدافعية راجع لاسباب تنظيمية :
من المهم جدا قبل اتخاذ خطوات علاج انخفاض الدافعية ان نميز بين انخفاض الدافعية لاسباب تنظيمية او لاسباب شخصية حتى تكون خطة العلاج ناجحة وتعالج الخلل الحقيقي. هناك عدد من المؤشرات التي تميز انخفاض الدافعية لاسباب تنظيمية منها :
- ان انخفاض الدافعية لا يقتصر على موظفين محددين بل هي سمة غالبة في الشركة ويطال ادارات كاملة او فرق عمل ، وليس الافراد فقط
- ان انخفاض الدافعية يظهر في موظفين جدد بعد فترة قصيرة من التعيين.
- تكرار الشكاوي من انظمة التقييم والترقية ومن عدم وضوح المسئوليات وتداخل الادوار
فإذا تاكدت ان انخفاض الدافعية ناتج عن اسباب تنظيمية فلن يكون التدريب حلا مناسباً لهذه المشكلة ولن يكون تعيين موظفين جدد حلا ايضاً الحل الوحيد في هذه الحالة مراجعة النظام الداخلي ووضع السياسات والاجراءات التي تحقق العدالة وتوفر فرص الترقي والنمو وتقلل المظاهر السلبية في بيئة العمل
استشارات نرشحها لعلاج مشكلة انخفاض الدافعية لدى الموظفين لاسباب تنظيمية
ما الذي يمكن فعله؟